Sale!

د.ا113,50

& Advanced Shipping
Guaranteed Safe Checkout

تعتبر مهنة العلاج الوظيفي من المهن الطبية الداعمة التي تقوم على أساس التقييم الشامل ثم التدخل لتحسين أو المحافظة على المهارات الحياتية اليومية وتهدف إلى تأهيل أو إعادة تأهيل المهارات والقدرات التي تساعد في التكيف الوظيفي والسلوكي للأشخاص من جميع الفئات العمرية للمشاركة في أنشطة الحياة اليومية في حياتهم بشكل مستقل وآمن وكاف قدر الإمكان. إنها مهنة صحية هامة أثبتت فعاليتها وتم تطبيقها في مجموعة متنوعة من مجالات إعادة التأهيل، مثل الطب النفسي، وطب الشيخوخة، وطب الأطفال، وإعادة تأهيل السكتات الدماغية وإصابات النخاع الشوكي. يساعد المعالجون الوظيفيون الأشخاص من جميع الأعمار من الأطفال حديثي الولادة إلى كبار السن على تحسين الصحة ونوعية الحياة. إنه أمر ضروري للغاية مساعدة الناس على استعادة استقلالهم وقدرتهم على فعل ما يحبون ويستمتعون به في الحياة. لا يقل العلاج الوظيفي أهمية عن المهن الصحية الأخرى وإن تعزيز مثل هذه المهن الفعالة ذات الصلة بالصحة في المجتمع أمر ضروري ويعزز الصحة ونوعية الحياة لجميع الناس. العلاج الوظيفي هو تخصص معترف به من قبل منظمة الصحة العالمية كمهنة صحية يمثلها الاتحاد العالمي للمعالجيين الوظيفيين. تأسس الاتحاد العالمي للمعالجيين الوظيفيين في عام 1952 م وهو المنظمة الدولية الرسمية التي تدعم وتعزز مهنة العلاج الوظيفي. الهدف الأساسي من العلاج الوظيفي هو تعزيز قدرة الأفراد على المشاركة في الوظائف التي يريدونها، أو يحتاجون إليها، أو يتوقع منهم القيام بها، وتعديل الوظيفة أو البيئة لدعم مشاركتهم الوظيفية بشكل أفضل. يتم استخدام العلاج الوظيفي جنباً إلى جنب مع العلاجات الطبية الأخرى في علاج المرضى من مختلف الفئات العمرية وثبت أنه مفيد وفعال في إدارة الأعراض وتعزيز و/أو الحفاظ على الأداء الوظيفي. تتبنى معرفة وممارسة المعالجين الوظيفيين منظوراً شاملاً وديناميكياً يركز على الشخص والوظيفة والبيئة. يجعل منهج الممارسة المتكاملة هذا مساهمة العلاج الوظيفي في إعادة التأهيل والتعافي والصحة فعالة للغاية. تكمل تدخلات العلاج الوظيفي التدخلات التأهيلية والطبية الأخرى وقد أثبتت فائدتها في إدارة أعراض مجموعة متنوعة من الاضطرابات وتعزيز و/أو الحفاظ على الأداء الوظيفي للأفراد الذين لديهم مشاكل صحية متنوعة. تساهم خدمات العلاج الوظيفي بشكل كبير في تحسين وتمكين الأداء الوظيفي للأفراد ومهارات الحياة اليومية من حيث الاستقلالية والسلامة وجودة الحياة. إن إدراج أخصائيي العلاج الوظيفي إلى فريق إعادة التأهيل متعدد التخصصات يعزز التعاون وتخطيط التدخل المتكامل. تتطلب الاحتياجات المتعددة للرعاية الحالية للمرضى مهنيين صحيين متخصصين ومهنيين صحيين يعملون معاً بكفاءة إذ تعتمد إعادة التأهيل الناجحة على التعاون المنظم جيداً من مختلف التخصصات الذين يفهمون ويدركون دور الأعضاء الآخرين.

 

على الرغم من هذا الدور الحيوي للعلاج الوظيفي وحقيقة أن عمر مهنة العلاج الوظيفي يزيد عن 100 عام، أفادت الدراسات الحديثة أنه لا يزال غير معروف أو مفهوم جيداً ويفتقر الناس إلى المعرفة والوعي بمهنة العلاج الوظيفي. أشارت بعض الدراسات العربية والأجنبية السابقة إلى أن عدداً قليلاً من الجمهور، بما في ذلك المرضى الذين يتلقون خدمات العلاج الوظيفي، يعرفون كيفية وصف دور المعالج الوظيفي وأنه لا يوجد وضوح تام للدور الهام الذي يقوم به العلاج الوظيفي في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على تحسين نوعية حياتهم.  فحصت دراسة عربية حديثة تصورات مهنة العلاج الوظيفي بين طلاب العلوم الطبية والصحية وأشارت إلى عدم فهم كامل لخدمات العلاج الوظيفي المتعددة وأن معرفة غالبية الطلاب حول مهنة العلاج الوظيفي محدودة. أفادت هذه الدراسة أن (59.1٪) فقط سمعوا عن العلاج الوظيفي وأن (89.8٪) أبدوا اهتماماً بالتثقيف حول العلاج الوظيفيي. قد يعود ذلك إلى ندرة تخصص العلاج الوظيفي إذ يعتبر تخصص العلاج الوظيفي من التخصصات الحديثة والنادرة على مستوى الوطن العربي حيث أنه يوجد حالياً فقط 10 برامج بكالوريوس معتمدة من الاتحاد العالمي للمعالجين الوظيفيين. اقترحت هذه الدراسة ضرورة تثقيف المجتمع المحلي بتخصص العلاج الوظيفي وبأهمية التعليم البيني بهدف تطوير ممارسة تعاونية لتوفير رعاية صحية شاملة محورها العميل أو المريض. أشارت نتائج دراسة أخرى إلى أن طلاب الطب والتمريض يفتقرون إلى المعرفة حول مساهمات المعالجين الوظيفيين في رعاية المرضى، ومجالات الممارسة، وعملية العلاج الوظيفي، وتقنيات التدخل المتنوعة مما دعا ذلك إلى أهمية تثقيف وتسويق خدمات العلاج الوظيفي للمتخصصين في الرعاية الصحية وللطلاب خاصة بالإضافة إلى خلق وعي مكثف حول العلاج الوظيفي بين طلاب المدارس الثانوية. أجريت دراسة سابقة لتحديد ما إذا كان طلاب الطب لديهم فهم لدور المعالج الوظيفي وتبين أن خدمات العلاج الوظيفي وكيفية إحالة المرضى لأخصائيي العلاج الوظيفي كانت معروفة لما يقل عن 20 ٪ فقط من طلاب الطب في السنة النهائية من دراستهم. وجدت نتائج هذه الدراسة أن مستوى معرفة الطلاب الحالي حول العلاج الوظيفي يستدعي إلى ضرورة التعليم البيني وأن التعاون المشترك في التعليم الجامعي متعدد التخصصات مطلوب. أشارت دراسة أخرى إلى أن المتخصصين في الرعاية الصحية لديهم معرفة ضعيفة بالعلاج الوظيفي (49.35٪) مع أعلى نسبة من المعرفة حول العلاج الوظيفي لدى الأطباء (51.97٪). في هذه الدراسة، افتقر المتخصصون في الرعاية الصحية إلى المعرفة الكافية حول العلاج الوظيفي وأهدافه وطرق علاجه. هذا النقص في المعرفة بين مهنيي الرعاية الصحية يتطلب تكاتف الجهود من أجل تحسين تقديم الخدمة للمرضى الذين يحتاجون إلى علاج وظيفي لتحسين نوعية حياتهم لاحقاً. بالإضافة إلى ذلك، إن خدمات العلاج الوظيفي ليست منتشرة وغير ممثلة بشكل جيد أو مدمجة في العديد من خدمات إعادة التأهيل. نتيجة لذلك، لا يتوفر العلاج الوظيفي في العديد من المؤسسات السريرية وإعادة التأهيل، مما أدى إلى ضعف الوصول وتقليل الاستفادة من العلاج الوظيفي في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم. قد يكون هذا بسبب نقص الدعم الحكومي والخاص، وضعف الترويج، ومحدودية الحملات التعليمية العامة التي من شأنها تعزيز الوعي بمهنة العلاج الوظيفي. من أجل أن تكون مهنة العلاج الوظيفي ناجحة ومتكاملة بشكل جيد، فإن تعزيز المهنة وتثقيف الناس حول خدماتها والآثار الإيجابية طويلة المدى أمر بالغ الأهمية.

 

هناك مجموعة متنوعة من الأدوات المفيدة والطرق المختلفة التي يمكن تطبيقها واستخدامها لتعزيز مهنة العلاج الوظيفي، على سبيل المثال لا الحصر: (1) إدراج العلاج الوظيفي في وظائفنا اليومية، (2) وصف قيمة وفوائد العلاج الوظيفي أثناء تقديم الخدمات المباشرة لعملائنا وعائلاتهم، (3) إجراء سلسلة من حملات التوعية العامة، (4) التواصل والإجابة على الأسئلة المتعلقة بممارسات وخدمات العلاج الوظيفي، (5) استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي للوصول إلى جمهور كبير، (6) توفير صور تعليمية حول العلاج الوظيفي والأدوات العلاجية المستخدمة وموارد مجتمعية تسلط الضوء على فوائد العلاج الوظيفي للجمهور، و (7) الدعوة إلى ومناصرة مهنة العلاج الوظيفي وإبراز مساهماتها الإيجابية الهامة في الصحة كلما سنحت لنا الفرصة.

 

إن الهدف الرئيسي من هذا الكتاب هو المساهمة في القدرة على تعزيز التعلم وتطوير المعرفة في مجال العلاج الوظيفي وتعزيز الوعي بخدمات هذه المهنة الصحية الهامة بطريقة بسيطة موجزة وغنية بالمعلومات من خلال تزويد القارئ بكتيبات إرشادية والإجابة على الأسئلة الأكثر شيوعاً حول العلاج الوظيفي. في هذا الكتاب، تم استخدام الدراسات البحثية وآراء العلماء والصور التوضيحية لأكثر من 3000 تمرين ونشاط ونصيحة وقائية / علاجية وأكثر من 100 برنامج منزلي مجموعة في 35 كتيّب تثقيفي توعوي وإرشادي لطلاب وأخصائيي العلاج الوظيفي ومعلمي المدارس والمرضى والأهل وبقية أفراد المجتمع يمكن تطبيقها في المنزل ومكان العمل والغرفة الصفية أو أي مكان آخر والتي تعكس أدوار وخدمات العلاج الوظيفي الغنية والمتنوعة وتدعم المهارات الحركية والعقلية والاجتماعية.  تم أيضاً جمع أكثر من 5000 صورة توضيحية لتمارين وأنشطة وأدوات معدلة وتقنيات مساعدة لأنشطة الحياة اليومية المختلفة بالإضافة إلى 100 سؤال في العلاج الوظيفي وتوفير الإجابات لها مع دعمها بأدلة من مصادر عالمية هامة ووثائق رسمية موثوقة في مجال الصحة وعلوم التأهيل والعلاج الوظيفي.

 

تقع على عاتقنا مسؤولية تعزيز مهنتنا من خلال زيادة الوعي بمجالات ممارستنا. يعد إطلاق حملات التوعية التعليمية لرفع مستوى الوعي وتعزيز إدراك المجتمع ومعرفته بمهنة العلاج الوظيفي أمراً بالغ الأهمية. يمكن تسليط الضوء على خدمات ومزايا العلاج الوظيفي من خلال أنشطة مختلفة مثل خدمة المجتمع والعمل التطوعي ووسائل التواصل الاجتماعي وتوزيع الكتيبات والجلسات التفاعلية التثقيفية ومقاطع الفيديو وورش العمل. يساعد نشر الكلمة عن العلاج الوظيفي في احتفالات العلاج الوظيفي الدولية (مثل اليوم العالمي للعلاج الوظيفي في 27 أكتوبر، شهر العلاج الوظيفي العالمي في أبريل) على تعزيز المهنة ويتيح للأشخاص معرفة التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه خدمات العلاج الوظيفي على حياة الناس. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجهود الجماعية الموجهة نحو تعزيز العدالة الوظيفية وتمكين العملاء من البحث عن الموارد والحصول عليها للمشاركة الكاملة في وظائف الحياة اليومية مهمة. تتمثل الدعوة إلى المعالجين الوظيفيين في مشاركة القيمة المميزة للعلاج الوظيفي ومساعدة المرضى على تلقي الخدمات اللازمة. إن البحث العلمي واستخدام المصادر العالمية والموثوقة وإثراء المحتوى العربي في مجال العلاج الوظيفي سيساعد بالتأكيد على تعزيز وتثقيف المجتمع حول الآثار الإيجابية الهامة لهذه المهنة. من الأمثلة على بعض مصادر العلاج الوظيفي العالمية والعربية المفيدة والمخصصة لتمكين طلاب وأخصائيي العلاج الوظيفي من جميع أنحاء العالم من التواصل ومشاركة الأفكار والتواصل مع المجتمع ومع المهنة ككل: (1) الاتحاد العالمي للمعالجين الوظيفيين، (2) الشبكة الدولية للعلاج الوظيفي، (3) منظمة الصحة العالمية، و (4) جمعيات العلاج الوظيفي العربية. يجب أن يتحمل كل منا مسؤولية تعزيز العلاج الوظيفي وأيضاً تعلم استراتيجيات لتعزيز العلاج الوظيفي من بعضنا البعض ومن خلال جمعيات العلاج الوظيفي الوطنية والعربية. لدينا مهنة رائعة ومشاركة مهنتنا العظيمة مع المجتمع هو هدف يجب علينا جميعاً كممارسين وطلاب في العلاج الوظيفي أن نحققه.

 

دعوتنا للعمل هي لجميع ممارسي العلاج الوظيفي والطلاب في العالم العربي، كأفضل السفراء لدعم مهنتنا من خلال تعزيز القيمة الفريدة ودور العلاج الوظيفي وتعزيز الوعي المجتمعي في جميع أنحاء وطننا العربي الحبيب بمهنتنا العظيمة. أخيراً، المثابرة ضرورية. يجب أن نستمر في تقييم ما إذا كنا نستخدم الأدوات الترويجية الصحيحة ومدى نجاح جهودنا من حيث زيادة حضورنا وقيمتنا في نظر الجمهور. لدينا المعرفة، والاتصال الشخصي، والدافع لتعزيز العلاج الوظيفي وضمان استمراريته.

Weight 4 kg
Dimensions 21 × 31 cm
Author

د. حسان سرسك

Cover

Inside

Release Date

publisher

You may also like…

Shopping Cart
4-1 المرجع العربي في العلاج الوظيفي
د.ا113,50
Scroll to Top